ولد في مدينة (نالوت) في ليبيا، ونشأ في أسرة محافظة تحرص على العلم، وتتمسك بأهداب الدين، وتعمل على تنشئة أبنائها على قيم الإسلام، والالتزام بتعاليمه، وقد تتلمذ عمرو النامي على مشايـخ كثيرين من أهمهم الشيخ علي يحيى معمر من فقهاء الإباضيـة الكبـار في ليبيا، ثم بعد إكمـال مراحله الدراسية، التحق بالجامعة الليبية في بنغـازي حيـث كان أستـاذه الدكتور محمد محمد حسين الذي اهتمَّ برعايته وتوجيهه حتى تخرج فيها سنة 1962م، ثـم ذهب إلى مصر للدراسات العليا، ولكـن النظـام الناصري العسكري الديكتاتـوري شـنَّ حرباً ضروساً على الإسـلام وعلى العاملين للإسلام، وخاصـة الإخوان المسلمين، وجرت الاعتقالات للآلاف منهم، مما جعله يصـرف النظر عن الدراسة في مصر، ويغادرها إلى ليبيا، ليوفد بعـدها إلى بريطانيا للدراسة بجامعة كامبردج، وتخرج فيها سنة 1971م بتفوق وامتياز.
والأستاذ عمرو النامي من شباب الإخوان المسلمين العاملين في حقل الدعوة الإسلامية في وقت مبكر من شبابه، فقد اتصل بهم، وارتبط معهم، وظلَّ على وفائه والتزامه ولم تزده السجون المتتابعة إلا تمسكاً وثباتاً على الحق الذي يؤمن به، ويجاهد في سبيل تحقيقه، وهو إعلاء كلمة الله في الأرض، وسيادة شريعة الإسلام، ورفع راية القرآن، وتوحيد الأمة الإسلامية على منهج الكتاب والسنة، والتصدي لأعداء الملة والدين.
أساتذته وزملاؤه:
من أهم الأساتذة الذين تلقى على أيديهم العلم والفكر والدعوة: العالم الليبي الكبير، الداعية الشيخ علي يحيى معمر، والعالم المصري الأديب الكبير الداعية الدكتور محمد محمد حسين، فكلا الرجلين كان له تأثير على ثقافته وشخصيته وتوجهاته الإسلامية، وكانا معجبين بذكاء تلميذهما وصدقه وإخلاصه وصفاء قلبه وغيرته على حرمات الدين والأمة والوطن، وجدّه واجتهاده، في تلقي العلم منهما بكل إقبال واستيعاب. فقد كان لمَّاحاً، صافي الذهن، سريع الحفظ، نهماً في القراءة، مقبلاً على العلوم بكل طاقته، يستغرق الساعات الطوال في البحث والدراسة، دونما تعب أو ملل، وهذا شأنه في الليل والنهار، في الحضر والسفر، في السجن وقاعات الدرس، في البيت وفي المسجد، إنه آية من آيات الله في شباب هذا العصر الذي عرف طريقه إلى الله، وسار فيه دونما تردد.
أما زملاؤه، فكان منهم محمود الناكوع، ومصطفى المنقاري، وصادق النيهوم، وهؤلاء كان لكل منهم شخصيته الثقافية وسلوكه الاجتماعي واختياره الفكري، الذي باعد فيما بينهم وبخاصة صادق النيهوم الذي كان على طرفي نقيض مع الدكتور عمرو النامي صاحب الاتجاه الإسلامي والفكر الملتزم، والسائر في ركب الحركة الإسلامية المعاصرة التي تدعو إلى استئناف الحياة الإسلامية، وتحكيم الإسلام في شؤون الحياة، والعمل الجاد لقيادة ركب الإنسانية إلى المنهج الحق، منهج الإسلام، الدين الخاتم الذي ارتضاه الله لنا وللبشرية جمعاء، بينما كان زميله النيهوم يردد مقولات الفرق الباطنية.
أهم مؤلفاته:
ظاهرة النفاق في إطار الموازين الإسلامية.
ديوان شعر.
تحقيق كتاب (أجوبة ابن خلفون).
من هم الإباضية؟
الحضارة الغربية وموقفها من الإسلام والعالم الإسلامي.
فصول من الجد الهازل (نقد الشعر الحديث).
رمز أم غمز في القرآن؟ (رد على كتابات صادق النيهوم).
كلمات للثورة.
وغيرها من البحوث والمقالات والندوات والمحاضرات.