حياته:
هو الشيخ المربي مصطفى بن عمر بن رمضان بن دعلي، ولد بتاريخ 15 ماي 1963 بجزيرة جربة، تربى ونشأ في حومة المثانية ، وداخل أسرة متواضعة الدخل والمعرفة.
كان للشيخ خمسة اخوة و ستة أبناء ( 4 أولاد وبنتان).
سيرته المهنية:
بدأ الشيخ حياته التعليمية بمدرسة بن داود " الحوانيت" بمنطقة أجيم ليتم بها المرحلة الابتدائية.
ثم واصل تعليمه بالمدرسة الإعدادية بحومة السوق ليحصل على درجة الباكالوريا، التي مكنته من اجتياز مرحلة ترشيح المعلمين في ولاية قفصة من الجنوب التونسي، ليتخرج سنة 1984 معلما للمواد العربية.
بدأ الشيخ مسيرته المهنية مباشرة إثر تخرجه سنة 1985 في ولاية سليانة وبمنطقة " الهوارية الروحية"، ليبقى بها سنة إدارية كاملة؛ ثم لينتقل في السنة التالية إلى مدينة المرسى بالعاصمة التونسية.
وفي سنة 1987 قام بمطلب نقله إلى مدينته الأم، ليرجع إلى جربة ويمارس مهنته في أجيم بمدرسة المثانية إلى غاية سنة 1989.
في سنة 1990 قرر الشيخ بداية تجربة جديدة في حياته المهنية ليسافر إلى سلطنة عمان عن طريق وكالة التعاون الفني فيدرس في القطاع العمومي عدة سنوات، وفي أكثر من مدرسة.
ثم قرر خوض تجربة التدريس في القطاع الخاص لسنوات أيضا.
ومن عالم التدريس إلى مجال الإدارة، قرر الشيخ مباشرة مهام نائب مدير، ثم مدير عام وذلك في القطاع الخاص. إلى غاية سنة 2005؛ حيث قرر الشيخ العودة نهائيا إلى جزيرة جربة، ليدرس في مدرسة 2مارس1934 لمدة سنة واحدة، ليعود بدوره إلى مدرسة المثانية في السنة التي تليها، فأكمل بها مسيرته المهنية.
سيرته العلمية:
كما ذكرنا سابقا أن الشيخ مصطفى نشأ داخل عائلة متواضعة العلم والمعرفة، حيث لم يحض بتكوين ديني منذ الصغر، إنما عرف عنه حرصه على حضور الصلوات في مسجد الحي "جامع المثانية" في زمن الشيخ سعيد المثني، والتزامه لبعض الفترات بكتابه، وعنايته في اختيار صحبة صالحة.
لذلك يمكن اعتبار ان تكوين الشيخ الديني لم يبدأ إلا في المرحلة الجامعية حين تمكن من اللغة العربية في فترة ترشيح المعلمين.
وقد ذكر الشيخ أن حياته تغيرت منذ رحيله إلى سلطنة عمان، حيث تأثر بأخلاق العمانيين ، وأعجب بكثرة علمائهم وتواضعهم وشغفهم في طلب العلم. ومن هنا أذن الله له أن يبدأ تكوينه الشرعي، فكان رحمه الله عصامي التكوين، واجتهد لمفرده في طلب العلم وتعلم قواعد التجويد، وحرص على التعرف على الموروث الإباضي وبات منتم لمذهب علماءه عن قناعة بعد أن كان اتباعا وانتماء.
كان الشيخ مصطفى يؤم بالناس بعمان ويخطب بهم في الجوامع، ويشرف على المحاضرات والدروس، ويعلم أبناءهم القرآن الكريم وقواعد التجويد.
كان الشيخ حريصا على لم الشمل والتقريب بين العائلات الجربية في عمان من خلال المناسبات والخرجات وفتح آفاق العمل فيها.
كان الشيخ حريصا على تعليم القرآن الكريم لذلك أسس رفقة صحب له الجمعية القرآنية فأحدثوا ثورة قرآنية في أجيم، وتكون على يديه ثلة من الشباب، فحازت معتمدية أجيم على عديد الجوائز المحلية والجهوية والوطنية.
عين الشيخ سنة 2006 إمام خمس مساعد في جامع الحوانيت، ثم إماما أولا، وأضيفت له مهمة خطيب معوض لكامل الجزيرة، فخطب بجامع بوبرنوس بأجيم، فجامع النور بالصرندي ثم جامع التلات.
آثر الشيخ العمل الاجتماعي على تكوينه الشرعي، وعملا جاهدا على إحياء الدروس والسهرات والأفراح والمآتم، فساهم في تأسيس فرقة الجادوي للإرشاد والانشاد. كما كان له دور هام في تقديم المساعدات الاجتماعية لذوي الحاجة.
ذاع سيط الشيخ داخل الجزيرة وخارجها، فساهم في تأسيس جمعية المعرفة في حومة السوق، لينقل تجربته الرائعة في قرية آجيم لكامل الجزيرة.
كان الشيخ مهتما بالعمل التنموي، فأسس جمعية أفاق أصالة وتنمية، فكان رئيسها. وكانت له رغبة في تشييد قرية حرفية في أجيم، إلا أن الأقدار الإلاهية منعته من ذلك إثر تعرضه لمرض مزمن.
وفاته:
ابتلي الشيخ مصطفى في آخر حياته بمرض السرطان الذي أصابه في شبكته العصبية في نوفمبر2011، مما أدى إلى أبتعاده عن أجيم في فترات متراوحة وبدأ فترة العلاج في تونس العاصمة؛ إلى أن وافاه الأجل في منزله القائم بآجيم، وانتقلت روحه الطيبة إلى الرفيق الأعلى ليلة الجمعة الموافق ل 10 ماي 2012 ، وقبل أن يتم الخمسين بخمسة أيام. وقد شيع جثمانه الطاهر جمع غفير من داخل الجزيرة وخارجها إلى مقبرة جامع المثانية في نفس اليوم عصرا.
رحم الله الشيخ وجازاه عنا أفضل جزاء.
إعداد/ أبناء الشيخ مصطفى بن دعلي: أسامة وحمزة